الحياة عضومتميز
رقـم العـضـويه : 31 الجنس : المــشـاركــات : 217 التسجيل : 17/10/2010
| موضوع: الفرق بين القصة والرواية السبت أكتوبر 30, 2010 1:34 pm | |
| اختلف النقاد في تعريف الرواية لتفريقها عن القصة القصيرة. فالبعض يضع الفارق هو حجم النص، أي عدد كلمات النص، فالرواية هي أكبر حجماً من القصة القصيرة . والبعض جعل الفارق هو الوقت التي يحتاج القارئ لقراءة النص. والبعض الآخر جعل الفارق هو المواقف التي يتناولها النص في أمور الحياة. فالقصة القصيرة تتركز وتتمحور حول موقف ما من مواقف الحياة. أما الرواية فتحوي عدة مواقف.
وعلى كل حال، سأنقل لك بعض ما ورد في كتاب (الراوي والنص القصصي) للدكتور عبد الرحيم الكردي. ومؤلف هذا الكتاب لا يرى تلك الفوارق بل ذكر أموراً تتعلق بالراوي. وبما أن بعض كلامه يحتاج إلى التوضيح والتبسيط المطول، سأنقل كلامه فقط مع قليل من التعليق ربما، وأرجو أن يكون مفيداً لك:
وإذا كان النقاد وجدوا صعوبة في تحديد قالب دقيق للرواية بمفهومها الحديث فإنهم قد وجدوا الصعوبة نفسها في تحديد مفهوم لقالب القصة القصيرة. فهذا ((ف. شلوسفسكي)) الناقد الشكلي الروسي يقول: (( يجب أن أعترف في بداية هذا الفصل وقبل كل شيء أنني لم أعثر بعد على تعريف للقصة القصيرة))
وهذا ناقد عربي يصرح بأن النقاد لم يدركوا الحد الفاصل بين مصطلحي الرواية والقصة القصيرة حتى الآن، يقول الدكتور الطاهر مكي: (( لم يتحدد بعد بدقة لا في أذهان القراء ولا حتى النقاد الفصل بين المصطلحين.)) ويعتمد الباحثون الذين يتصدون لتحديد مفهوم محدد للقصة القصيرة عادة على عبارة كتبها القصاص الأمريكي ((إدجار آلان بو)) في معرض تحليله لأعمال هوثرن القصصية، وذكر فيها أن القصة القصيرة (0قطعة قصيرة من السرد النثري تستغرق قراءتها ما بين نصف ساعة إلى الساعة أو الساعتين على أكثر تقدير، وتسعى في مجمل عناصرها وتفاصيلها إلى إحداث أثر موحد في نفس القارئ، وذلك عن طريق الاقتصاد في انتقاء المادة والأحداث وانتظامها في تشكيل فني دقيق صارم))
ونلاحظ أن هذا التعريف الذي ينسب لإدجار ألان بو يجعل القصة القصيرة محدودة بأربعة حدود هي: القصر، والتركيز، وإحكام البناء، ووحدة الانطباع، وعندما يذكر كلمة القصر في مجال تحديد القصة القصيرة فإنما يراد موازنتها بالرواية، وقد سبق أن قلنا أن فورستر يجعل الحد الفاصل بينهما 50000 خمسين ألف كلمة، ما زاد عليها فهو رواية، وما نقص فهو قصة قصيرة، وهذا إدحار آلان بو يحددها بزمان القراءة. فما زاد عن نصف الساعة أو الساعة فهو رواية، وما نقص فهو قصة قصيرة. أما هنري جيمس فيرى أن حجم القصة القصيرة يتراوح بين ستة آلاف وثمانية آلاف كلمة.
لكن تحديد القوالب الأدبية بهذه الطرقة غير مفيد لأن الفن الأدبي –كما يقول إيان ريد- لا يحسب حسابياً، ولأن بعض الكتاب قد كتبوا قصصاً قصيرة وروايات في حجم واحد، فقد كتب سارجيسون-كما يقول ايان ريد- قصة قصيرة في 32000 كلمة، وكتب رواية في الحجم نفسه)).
ليست العبرة إذن بحجم النص القصصي، بل بشيء آخر يصنع قالب القصة القصيرة ويفرق بينه وبين قالب الرواية، ولن يكون هذا الشيء بعيداً عن الراوي. إنه زاوية الرؤية التي هي جزء من تكوين الراوي، وقد غفل النقاد عنها فلم يتنبهوا إلى دورها في تحديد قالبي القصة القصيرة والرواية، بل تنبهوا إلى شيء ملتبس بها وناشيء عنها، وهو الموضوع، فقالوا إن موضوع الرواية أطول من موضوع القصة القصيرة، -بصرف النظر عن الطول الذي يستغرقه النص المكتوب في كل منهما- وقالوا إن القصة القصيرة ((تقدم شريحة من تجارب الحياة في حين أن الرواية تبنى حول أزمة)) وقالوا إن القصة القصيرة ((تنقل سلسلة محدودة من الأحداث أو الخبرات أو المواقف)) بينما تحتوي الرواية على سلسلة كبيرة من الأحداث والأشخاص، وأن الرواية ((تصور النهر من المنبع إلى المصب أما القصة القصيرة فتصور دوامة واحدة على سطح النهر))
مؤلف الكتاب له وقفة بعد هذا الرأي، وملخص ذلك أن الموضوع يتسع ويضيق بسبب الجهة الراصدة وهو الراوي. فكلما كثرت النواحي التي يغطيها النص، قرب النص إلى الرواية وكلما قلت قرب إلى القصة القصيرة. والذي يحدد ذلك هو الراوي فهو كما يقول كالعين الراصدة (فكلما اقتربت العين الراصدة من المادة المصورة قلت المساحة المصورة وتضخمت الجزئيات، وكلما ابتعدت عنها زادت المساحة وتضاءلت .
وينقل كلمة للناقد (فرانك أكونور)) (فالإنسان في الرواية –كما يقول- مصور على أنه حيوان اجتماعي يعيش في جماعة، بينما يصور الإنسان في القصة القصيرة على أنه صوت رومانتيكي مبحوح معزول ينكفئ على ذاته))
وفي النهاية يقول المؤلف:
نخلص من ذلك إلى أن الفارق بين القصة القصيرة والرواية ليس فارقاً في الطول- أي طول النص- بل هو فارق في طبيعة الفن نفسه وفي الراوي، فالفن الروائي هو فت تلفيقي يجمع بين أساليب وقوالب متعددة وآراء متناقضة بينما القصة القصيرة فن أحادي يعتمد على صوت واحد قريب من العالم والمصور، ومن ثم فإن القصة القصيرة فن قريب من الشعر- حسب تحديد باختين للشعر، ويتحلى راويها بما يتحلى به الصوت الشعري الغنائي من تركيز وقصد الهدف، وإحكام للبناء، ولذلك فإن ايخنباوم يقول: (إن القصة القصيرة تقترب كثيراً من النمط المثالي الذي هو القصيدة فهي تقوم بنفس دور هذه الأخيرة، لكن في مجالها الخاص مجال النثر))
راوي الرواية إذن يتميز بثائية الصوت، وراوي القصة القصيرة يتميز بأحادية الصوت، ووجود هذا الراوي أو ذاك هو الذي يكشف عن قالب النص، لكن وجود الأول يرتبط بعالم متسع الأرجاء متضارب المشارب والرؤى، ووجود الثاني يرتبط بشريحة من عالم محدود ومنظور إليه عن قرب، العالم الأول هو الذي فرض هذه الرؤية أما الرؤية في العالم الثاني فهي التي صنعت العالم، ومن ثم فإن عالم القصة القصيرة عبارة عن صورة مركزة موحية مثل الصورة الشعرية في القصيدة الغنائية، وصوت الراوي فيها كصوت الشاعر، بخلاف العالم الروائي الذي هو حياة ممتدة متضاربة اللهجات والأفكار.
هل استطاعت الرواية فعلا ان تسحب البساط من الشعر وتكون «ديوان العرب في هذا القرن»؟ لم تستطع الرواية ولا غير الرواية من الفنون الأدبية سحب البساط من تحت قدم الشعر، لكن الشعر هو الذي احرق بساطه بيده، عندما دخل سوق الشعر من يعرف الشعر ومن لا يعرفه، وسوق نقد الشعر اسوأ من بضاعة الشعر نفسه في هذا الزمان، والرواية لغة المدينة، والمدينة قائمة على القراءة والكتابة، فميل القارئ اليوم الى الرواية يتوقف على ان ما يجده في الرواية لن يجده في الشعر ولا حتى في القصة القصيرة، فالرواية بحر واسع، تضم بين دفتيها مجموعة من العلوم والمعارف، بينما الفنون الأخرى تعالج قضية واحدة فقط، لا تستطيع ان تتعداها. ولا يمكن للرواية ان تكون ديوانا للعرب دون غيرهم، فالرواية لغة عالمية، فإن قدر لها ان تكون ديواناً فلتكن للعالم كله.
·
·
· * الصحافة ساهمت مساهمة كبيرة في الإعلاء من شأن الرواية مما أدى الى اقبال الكتاب وتعلق النشء بهذا الفن. لا يشك أحد في دور الصحافة في رعاية القصة بشكل عام والرواية بشكل خاص، وقد اشرت في دراستي للرواية في المملكة العربية السعودية، ونشأتها وتطورها، ان احد العوامل التي قامت عليها الرواية، هي الصحافة، وقلما تجد روائياً ليس له علاقة مباشرة بالصحافة. * ما ان نذكر بدايات القصة حتى نذكر عبدالقدوس الانصاري وروايته «التوأمان».. هل يا ترى ان النقاد انصفوا روايته أم أنهم تغافلوا عن ذلك النص؟ لا تجد دراسة جادة في مجال الرواية او القصة في المملكة العربية السعودية دون ذكر رواية عبدالقدوس الانصاري «التوأمان»، وليس معنى ذلك انها خير ما انتج في المجال القصصي، وليست من الرواية التي لها من الشروط والقواعد ما لها، ولكن يشفع لها فضل حيازة قصب السبق في هذا المجال في وقت تستحي الرواية فيه من الظهور أمام أعين المثقفين ثقافة عصرهم. وقد حصل الانصاري على الريادة في هذا المجال، فتناولته أقلام الدارسين والنقاد في جميع اعماله القصصية والبحثية القيمة. والانصاري وجيله من الذين حفروا الصخر باظافرهم لشق الطريق أمام الأجيال، في الوقت الحاضر الذي هيئت فيه السبل للباحث والدارس. واذا علمنا ان الانصاري وجيله كانوا يتكبدون المشاق في سبيل طباعة الكتاب او المجلة في دمشق او القاهرة او بيروت، على ظهر وسيلة نقل قديمة قدم الدهر، صار لزاما علينا تقدير ذلك الجيل واحترامه. والانصاري حصل على التقدير الذي يستحقه، ولكن يجب علينا مواصلة رد الجميل بما هو أهل له. * مرت الرواية السعودية بمراحل منذ نشأتها الى اليوم ما هي هذه المراحل؟ مرت الرواية السعودية باربع مراحل منذ نشأتها الى اليوم، وهي: 1 مرحلة الرواية التعليمية «وتعني البواكير الأولى لظهور الرواية ومتطلبات ذلك الزمن، وحاجة الإنسان في بدايات التعليم الى رواية يتعلم من خلالها كيفية التعامل مع الفن الروائي الذي ظهر حديثا في العالم العربي، وكانت تلك الفترة من سنة 1930/1351 الى 1948/1367، وتضم انتاج كل من: الانصاري والسباعي محمد علي مغربي وهم الرواد في هذا المجال. 2 المرحلة الثانية، الرواية الفنية 1959/1379، ونجد هنا بواكير الرواية الفنية غير الموجهة، وكتابها، حامد دمنهوري، وابراهيم الناصر، وقد درس كل منهما خارج الوطن، في كل من مصر والعراق. وتعتبر هذه الفترة فترة انتقالية من الطور التعليمي الى الطور الفني. 3 المرحلة الثالثة مرحلة شديدة التعلق بها، وهي امتداد لها تبدأ من 1970/1390 الى نهاية القرن الرابع عشر الهجري، وفيها ظهر الكثير من الأعمال دون المستوى الفني. 4 المرحلة الرابعة، مرحلة التحول الفعلي الى البناء الروائي الحقيقي، حيث نجد البعض من الروائيين يتعامل مع الفن الروائي بروح العصر ومادة التراث العربي، وخرجت الرواية من قمقم المشاكل العائلية الى المناقشات الفكرية. ولا يعني هذا ان ذلك الأسلوب قد اختفى من الساحة الروائية، لكن يعني انه لم يعد المعوّل عليه، فالقارئ اصبح يميز العمل الجيد من الرديء بمجرد قراءة العمل من أول وهلة. * لماذا يلجأ بعض الكتاب الى اصدار رواياتهم خارج الحدود؟ ان كنت تعني انهم يستعملون الفضاء الروائي خارج الحدود، فهذا شيء مشروع فنياً، فالروائي يوظف الامكانات العلمية والأدبية في أي مكان يجده مناسباً لها. وانا من الذين وظفوا العمل خارج الحدود، فالعمل الفني لا يعرف الحدود الاقليمية، وكل مكان له مرتع يرتع فيه. وليست القضية بأكثر من توظيف فضائي. أما ان كنت تقصدالطباعة والنشر فهناك الكثير من الأسباب، منها الرقابة على العمل، ولابد ان يكون مخالفا لنظام البلاد، او فيه شيء من التجاوزات، وانا ضد أي عمل يتجاوز حدود المنطق، وللأسف ان بعض الدور العربية المهاجرة استغلت بعض الكتاب بحجة انتشارهم عالمياً، لكنهم لم يجدوا بلح الشام ولا عنب اليمن، كما يقول المثل العربي. ولي من التجربة في النشر خارج الحدود تجربة سلبية، لن اكررها مهما كانت الظروف. * ما رأيك في الاتجاه الجديد بالرواية المحلية؟ الاتجاه الجديد اثبت جدارته في الكثير من الأعمال الروائية الصادقة، وهو اتجاه يتطلب الصدق مع النفس قبل كل شيء، وهو قائم على استعمال المادة العلمية، والأسطورة والرمز غير المؤدلج، والديانات ولي معه تجربة ايجابية والحمد لله فقد كان عملي الأخير مغامرة في هذا الاتجاه، لكنه حقق ما لم أحلم به من النجاح. وكذلك اعمال بعض الكتاب، مثل احمد الدويحي، وعبده خال، ولي بعض التحفظات على الأخير من حيث استعمال اللغة الحداثية. * ماذا تحمل حقيبتك الثقافية من مفاجآت في الأيام المقبلة؟ تحمل حقيبتي الثقافية عددا كبيرا من المفاجآت، منها ما انجز ومنها ما هو في الطريق الى الانجاز، أما ما انجز، فالمشاركة في دورية سوق عكاظ، في النادي الأدبي، في الطائف بدعوة كريمة من رئيسه الأستاذ علي بن حسن العبادي، بمناسبة اكتمال عشرين عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في البلاد. وهناك المشاركة في ملتقى القصيم الأدبي، بورقة بعنوان «الرواية في عقدين» من 1402 1421ه، بدعوة من رئيس النادي الدكتور حسن بن فهد الهويمل وفي القريب العاجل إن شاء الله سأنتهي من عمل ضخم، صار لي اربعة اشهر اعمل عليه وهو «الشعر في شرقي الجزيرة العربية، من عهد الدولة العيونية، الى العصر الحديث»، وهو بتكليف من مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين. * لماذا انصب اهتمامك النقدي تجاه الرواية المحلية؟ انصب اهتمامي على الرواية المحلية، منذ زمن بعيد، كتابةً ونقداً، واخيرا دراسات. ولكل شيء سببه، فقد وجدت من حق الرواية عليّ القيام بدراستها دراسة حديثة تعوض ما قصّر عنه الآخرون، فكل قطر عربي اهتم ابناؤه بدراسة تراثه الروائي إلا هذه البلاد، وكأنها مازالت تعيش قبل مائة سنة، وهذا التجاهل من الدارسين العرب هو السبب الذي جعلني اتخصص فيها واصب كل اهتمامي في دراستها فضلاً عن كتابتها. * عرف العرب قديماً القصة منذ عصور الجاهلية ولكنها قصة تختلف عن مفهوم القصة الحديثة أما ان الاوان لأن تتجه الدراسات النقدية لاكتشاف ذلك المخزون القصصي القديم لدى العرب؟ لكل زمان فنونه ومتطلباته الثقافية، وهذه المتطلبات لا تلغي الدور القصصي الذي قام منذ ذلك الزمان، لكنها بحاجة للصياغة الحديثة في تقنية الرواية، فالمادة القصصية يمكن استعمالها في هذا الزمان، وقد استفاد الروائي الغربي من اساطير الشرق العربي والآسيوي بشكل عام في بناء روايات جميلة باسلوب حديث، وقد استفاد من اولئك على وجه الخصوص الكتاب الانجليز، مثل جورج اورول الذي ولد ونشأ في الهند، وتشبع بالروح الصوفية والاساطير. وكذلك الكاتب الانجليزي، دانيال ديفو، في روايته الشهيرة «روبنسون كروزو» التي اخذها من ابن طفيل الاندلسي «حي بن يقظان» وكانت في أساسها من اساطير الهنود فالمادة الروائية موجودة عند العرب وغير العرب، لكنها بحاجة الى توظيف فني. | |
|
*جُنَـﮯۉنَ ~
رقـم العـضـويه : 4 الجنس : المــشـاركــات : 1471 الموقع : مآبينَ الذگرى والζـنَينـ ●¬ التسجيل : 03/09/2010
| موضوع: رد: الفرق بين القصة والرواية الأربعاء نوفمبر 10, 2010 4:13 am | |
| سلمت اناملك عالطرح المميز .. يعطيك العافيه .. تقبلي مروري .. | |
|